مسؤول (فريد مرازقة)

(مسؤول)

جَعَلْتُ شِعْرِي عَنِ الأَجْيَالِ مَسْؤُولَا
فَصَارَ شِعْرُهُمُ بِالرَّقْصِ مَشْغُولَا

وَ قُلْتُ (نَقْلًا) فَمَا خَطُّوا وَ مَا نَقَلُوا
مَرُّوا مُرُورَ كِرَامٍ لَيْسَ مَقْبُولَا

إلَّا القَلِيلُ فَقَدْ هَبُّوا لِنُصْرَتِهَا
تِلْكَ القَضِيَّةُ قَالُوا الشِّعْرَ مَجْدُولَا

مِنِّي إلَيْهِمْ تَحِيَّاتِي مُعَطَّرَة
فَالحَرْفُ فِي بَحْرِهِمْ قَدْ صَارَ أُسْطُولَا

كَيْفَ التَّحَرُّرُ مِنْ أَغْلَالِ مُغْتَصِبٍ
وَ الكُلُّ يَعْبُدُ ذَاتَ الخِصْرِ مَخْبُولَا

لَا لَنْ تَعُودَ أَرَاضِي القُدْسِ فِي يَدِنَا
مَا دَامَ حَرْفٌ بِهَذِي الأَرْضِ مَقْتُولَا

لَوْ كُنْتُ أَكْتُبُ شِعْرَ النَّهْدِ لانتَصَبُوا
كَأَنَّهُمْ قَدْ رَأَوْا فِي حَفْلَةٍ غُولَا

أَوْ كُنْتُ شَاعِرَةً تُبْدِي مَفَاتِنَهَا
بِالفِيسِ لارْتَعَشُوا مِنْ نَظْرَةٍ أُولَى

لَشَارَكُوا، بَارَكُوا مَنْشُورَهَا عَلَنًا
وَ الكُلُّ قَالَ : تَرَكْتِ العَقْلَ مَشْلُولَا

لَكِنَّهُمْ قَدْ رَأَوْا فِي شِعْرِنَا حِكَمًا
فَالوعْظُ مِنْ صَمْتِهِمْ قَدْ صَارَ مَخْذُولَا

يَا عُرْبُ! مَا خَطْبُكمْ؟ لَا شيءَ حَرَّكَكُمْ
كَالصَّدْرِ إنْ نَهْدُهُ قَدْ هُزَّ مَفْتُولَا!

تَهْوونَ نُونَ نِسَا وَ الوَاوُ مُضْمَرَةٌ
كَأَّنَّهَا إنْ عَلَتْ زَادَتْكُمُ طُولَا

وَ اللَّهِ لَنْ تَبْلُغُوا عَلْيَاءَهَا أَبَدًا
مَا دُمْتُمُ تَجْعَلُونَ الحَقَّ مَكْبُولَا

حَتَّى وَ لَوْ عِشْتُمُ تَرْجونَ رِفْقَتَهَا
وَ اللَّهِ مَا نِلْتُمُ مِنْ نُونِهَا سُولَا

عِنْدِي مُغَازَلَةُ النِّسْوَانِ تَافِهَةٌ
إنْ لَمْ تَكُنْ لِلْقِرَانِ الحَقِّ مَحْصُولَا

لَمْ أَنْتَقِصْ أبَدًا مِنْ وَزْنِ زَنْبَقَةٍ
أَوْ وَزْنِ مَنْ فِي هَوَاهَا عَاشَ مَهْبُولَا

لَكِنِّنَّنِي لَا أَرَى إلَّا مُكَمِّلَتِي
فَالشِّعْرُ مِنْ غَيْرِهَا قَدْ بَاتَ مَجْهُولَا

أمَّا القَريضُ لَدَى الأَحْرَارِ أَسْهُمُهُ
مَنْ كَانَ نِدًّا لَهَا أَرْدَتْهُ مَقْتُولَا.
****************************
فريد مرازقة