عل ( فريد مرازقة)

عَلَّ...

عَلَّ الأَعَارِيبَ إنْ دَاوَوْا تَمَزُّقَهُمْ
عَادُوا لِمَجْدٍ بِهِ أَسْلَافُنَا ازْدَانُوا

أَوْ إنْ تَعَالَى عَنِ الكُرْسِيِّ سَاسَتُهُمْ
عَادُوا لِعَصْرٍ مَحَتْهُ اليَوْمَ أَزْمَانُ

لَكِنَّ -يَا لَوْعَتِي- الأَغْرَابُ مِلَّتُهُمْ
إنْ هُمْ رَأَوْا بَادِيًا دُولَارَهُمْ خَانُوا

فَالمَالُ فِي لَحْظَةٍ قَدْ يَشْتَرِي ذِمَمًا
وَ العُرْبُ فِي حَضْرَةِ الأَمْوَالِ غِلْمَانُ

العَرْشُ فِي عُرْفِهِمْ كالحَقْلِ نُحْرِقُهُ
وَ الحَقْلُ فِي رِيفِنَا صَفَّتْهُ نِيرَانُ

إنْ هُدِّدَ اخْشَوْشَنُوا، أَنْيَابُهُمْ بَرَزَتْ
وَ الغَرْبُ إنْ هَدَّدُوا كُرْسِيَّهُم هَانُوا

مَا إنْ أَتَى قَائِلٌ ((بِالقُدْسِ عَاصِمَتِي))
حَتَّى اخْتَفَى نَابُهُمْ بِالقُدْسِ مَا بَانُوا

طَارُوا كَمَا قَشَّةٍ وَ الرِّيحُ تَصْفَعُهَا
هَا قَدْ بدَا صَمْتُهُمْ وَ الصَّمْتُ إذْعَانُ

السَّيْفُ فِي جَمْعِهِمْ لِلرَّقْصِ مُنْتَصِبٌ
وَ اللَّهِ مِنْ رَقْصِهِمْ قَدْ خَابَ شُجْعَانُ

لَا خَيْرَ فِي أُمَّةٍ تَنْأَى عَنِ اخْوَتِهَا
وَ الغُرْبُ فِي دَارِهَا بالرَّقْصِ إخْوَانُ

الأُمُّ فِي قُدْسِهِمْ تَبْكِي مَآذِنَهَا،
وَ الفَحْلُ مِنْ قَوْمِهِمْ يَأْوِيهِ سَجَّانُ

وَ العُرْبُ فِي صَمْتِهِمْ لَا شَيْءَ حَرَّكَهُمْ
فَالحُكْمُ قَدْ غَرَّهُمْ يَرْعَاهُ شَيْطَانُ

مَا دَامَتِ البَزَّةُ البَيْضاءُ يَا مَلِكًا
قَدْ طِبْتَ رَقْصًا وَ تَبْكِي القُدْسَ(رَازَانُ)

أَوْ دَامَ تَاجٌ فَكُلُّ الجَاهِ نَتْرُكُهُ
فَالمَوْتُ حَقٌّ وَ مَا لِلْمَوْتِ نِسْيَانُ

يَا لَيْتَ قَوْمِي أَرَاضِي القُدْسِ تَجْمَعُمُ
كَيْ لَا يَضِيعَ بِأَرْضِ العُرْبِ قُرْآنُ

يَا لَيْتَ هَبَّ مِنَ الأَعْرَابِ أَشْرَفُهُمْ
للإِتِّحَادِ فَكُلُّ العُرْبِ فُرْسَانُ
.
.
من قصيدتي ( عَلَّ...)
مرازقة فريد/ 09 جوان 2018