وشوشات قبيل خط الوصول (نورالدين العدوالي)

وشْوَشاتٌ قُبيلَ خط الوصول

يَحْدُثُ أن يُعَلِّقَ شاعرٌ مِنّا على قصيدة أخيه التي زلزلت أركانَه، ثمّ يتحوّل التّعليق إلى إلهام، فينسج منه الشاعر قصيدة يهديها أخاه.
إلى شاعر البحرين أخي و صديقي " علي النهام" كما وعدتُه، و إلى إخواني رفاق القوافي أينما كانوا.
وَشْوَشاتٌ قُبَيل خط الوصول

مَرْحَبًا يا حُلْوَتي كَمْ
ذُبْتُ مِلْحًا ،قَهْوَتي ما أَبْتَغي بلْ
جِلْسَةً إن طالَ لَيْلِي
و انْتَشى مِن نَوْمَةٍ في
حاجِبَيْكِ !
فَاسْكُبيني
كَزُلالٍ سَالَ عذْبًا
مِن قَصِيدي وانْتَشى في
لَوْزَتَيْكِ
و اعْذِرِيني
في جُنوني قدْ شوَاني
رُمْحُ لَحْظٍ قَدَّ قلْبي
ما اكْتَفى مِن
بُؤْبؤيْكِ....
دَثِّرِيني، زَمِّليني ،ويْحَ قَلْبي!
إذْ هَوَى تُفَّاحَةً
في راحَتَيْكِ
لَمْلِمِيني يا ضُلُوعِي
كَفْكِفي ما دَرَّ في نَرْجِسِياتي
مِن دُمُوعي
وَ اجْعَلي مِنْ نَبْضِ شِعْري
وَشْمَ عِشْقٍ نائِمًا في
ساعِدَيْكِ
شَعَّ بَدْري يَوْمَ حِبْري سالَ يَسْري
و ارْتَوَى مِنْ مُسْكِرٍ
مِنْ جَوْهَرٍ ، مِنْ عَنْبَرٍ ، مِنْ زَعْتَرٍ ،مِن مَرْمَرٍ في
راحَتَيْكِ !
كَمْ أُعَاني ،إذْ رَمَاني ، في جَناني
سَهْمُ فَتْكٍ رامَ نَحْرِي
أنْتِ فيهِ النّاعِساتُ ،القاصِماتُ ، المُبْكيات...
لا تَمُرِّي في بُرودٍ
غَيْرُ مُجْدٍ ذَا التَّباهي رافِعًا مِن
مَنْكِبَيْكِ !
هَلْ تُراني قُلْتُ يَوْمًا : ليْسَ حَقًّا.. لَيْسَ صِدْقًا
أنْ تَكُوني أنْتِ حُزْني ، أنْتِ ثَلْجي، أنتِ مُزْني
أنتِ شَرْخٌ في كَياني ؟!
فَلْتَغِيبي ،و لْتَمُوتي عِنْدَ غَيْري
لا، لا عَلْيْكِ!
عائِدًا مِنْ جَمْرِ شَوْقي ،عاثِرًا مِنْ
فَوْقِ فَوْقِي ، شاعرًا مِن ذَوْقِ ذَوْقي
لَمْ أَزَلْ حَرْفًا يُعاني
كَمْ يُدارِي ذي الأماني
يا هَوى مِنْ
ناظِرَيْكِ !
هَلْ أقُولُ الآنَ جَهْرًا
إنَّنِي مِنْ حُسْنِ حَظّي
ساكِنٔ في طَقْطَقاتٍ
مِنْ يَدَيْكِ ؟!
عَلِِّمِيني كَيْفَ أتْلُو حَرْفَ حُبٍّ
مِثْلَ طَيْرٍ
نَقَرَتْ حَبَّاتِ حَبٍّ
عَشِقَتْها مُنُذُ بَدْءٍ قَضْمَةً مِنْ
وَجْنَتَيْكِ...؟!

شاعر البيضاء نورالدين العدوالي / عين البيضاء / الجزائر