بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم |
إعلانات تجارية
لا يوجد حالياً أي إعلان
رمضان أيام زمان (ابراهيم مقدير)
صفحة 1 من اصل 1
رمضان أيام زمان (ابراهيم مقدير)
***رمضان أيام زمان**
"""""""""""""""""""""""""""""""""""
عادت بي الذاكرة ثلاثة عقود خلت.وكأنها تجرني جرا إلى أيام كنا نستسيغ فيها الحياة ببساطتها وعفويتها ،حيث أمسيات رمضان المحفورة في المخيلة النقية حينها ...
ولا تزال تلك الروائح العبقة تذكي النفوس الذواقة لكل أصيل..وتموج رائحة الوجبات الرمضانية على قلتها بين الأزقة حيث ترى أطفالا يحملون أطباقا طازجة في جيئة وذهاب إلى البيوت المجاورة في غير تكلف وبكل عفوية.....وأنت تجوب الشوارع القليلة العدد آنذاك تشعر بصدق أن كل البيوت بيتك ..وأن المائدة المعدة نفسها ...إذ لم تظهر بعد هته الفوارق المادية الخارفة ..ولم نكن نشعر حينها بأن هناك جوعى في مجتمعنا....حركة دائبة في وسط المدينة تنم عن إقبال وإستقبال يليق بالشهر الفضيل....ورغم بعض المناوشات التي كانت تحدث في السوق*** المارشي لبيض*** إلا أن تلك الأمسيات لا يزال عبقها يجول بخاطري...كانت الجلسات المرتقبة لآذان المغرب تتنوع وتتشعب .فهؤلاء مجتمعون حول لعبة ** الخربقة** وأولئك ملتفون حول شيخ طاعن يروي حكايات عن ثورة الأمجاد وآخرون في ** تويزة ما** قبل أن يحين موعد الإفطار....ومجموعة شبان قد إلتفوا حول لعبة ** الضامة**....
رائحة القهوة وهي تحضر قبل الإفطار كانت تنسي مشقة اليوم وأشغاله ....الكل يتحدث عن فيلم السهرة في القناة الأرضية والوحيدة حينها ....أما النسوة فقد كن يتبادلن بعض الأطعمة ولو خلسة.. رغم أن جل المشتريات والمقتنيات كانت تلف وتحفظ في أكياس بلاستيكية سوداء......ولم تكن لديهن هذه الآلات التي ما إن ولجت عالم الطبخ حتى أفسدت نكهته...وأذهبت رونقه....أما الأطفال فقد كانوا يتنافسون فيما بينهم أيهم يصوم أكثر من غيره والدليل مد اللسان خارجا..
وتراهم يخرجون بين الفينة والأخرى يرقبون صوت المؤذن....
وترى بعد الإفطار وعلى أضواء قليلة كهولا وشيوخا وقلة من الشباب قد قصدوا المسجد الأول وربما كان الوحيد في المدينة لآداء صلاة التراويح ** الأشفاع**....أما ما بقي من الصبية فتجدهم يمرحون في شوارع فسيحة خالية من السيارات في أمن وأمان...وفي البيوت تجتمع النسوة ليثرثرن على أبسط رجة لقنينة أو تحريك لآنية وهذا طبعهن.....ولم يكن يشغلهن مسلسلا ت ولا فوازير.....ولا فايسبوك...
أما الأمسية الزاهرة حينها فقد كانت تلك التي يتم الإعلان فيها عن برمجة فيلم ثوري ** الأفيون والعصا** أو فيلم ** **الرسالة** في حائط ** المرشي** ليبقى الفيلم المعروض حديث العامة لأشهر... .
وما أجملها من ليلة حين يأتي **لافوار** المعرض بألعابه ومفاجآته وجوائزه ،ويهرع إليه الكثير لاقتناء ما أمكن من مشتريات بأثمان بخسة وربما ينالها مجانا مقابل الفوز بتحد ما في تلك الألعاب المبرمجة كل ليلة....
تلك الليالي المتخمة فرحا وحبورا حيث حلقات السمر في شوارع وأزقة لم تشهد حينها هذا الزحام الخانق كحاله اليوم....وذي جماعات من الشبان يداعبون الكرة تحت ضوء
عمود كهربائي في ركن الشارع.....وأسراب من أطفال في عمر الزهور تشدو تارة وتنشد أخرى وتتلوا ثالثة في عفوية وبراءة فقدت في أزقتنا حين أصبح خروج الطفل بعد الفطور أمرا محظورا....أما المقاهي حينها وعلى قلتها فقد كانت تعمر عن بكرة أبيها و تعج بروادها وهم يتبادلون المقولة الرائجة ** صح فطورك** وتراهم بأكواب القهوة وهم يتجاذبون أطراف الحديث.....في مواضيع لم تكن بهذا التشعب الذي نراه اليوم.....ويسارعون بعدها إلى المسجد ومنهم من يعود إلى مجلسه ليكمل السهرة حتى السحور......
تلك إذن أيام خلت كان المرء فيها يتقفد أهله ويشعر بجليسه وجاره ويقاسمه أفراحه وأتراحه وخاصة في رمضان المبارك...يوم كان الجود والكرم ديدنا لأهالي المدينة وسيمتها ...
أما في أيامنا هذه ورغم كل هته البهرجة فقد قل ذلك الإحساس الممتع برونق وبهجة رمضان وربما الشئء الوحيد الذي يفوق تلك الفترة هو هذا الإقبال الكبير على بيوت الله .. .فالحمد لله... إبراهيم.......
"""""""""""""""""""""""""""""""""""
عادت بي الذاكرة ثلاثة عقود خلت.وكأنها تجرني جرا إلى أيام كنا نستسيغ فيها الحياة ببساطتها وعفويتها ،حيث أمسيات رمضان المحفورة في المخيلة النقية حينها ...
ولا تزال تلك الروائح العبقة تذكي النفوس الذواقة لكل أصيل..وتموج رائحة الوجبات الرمضانية على قلتها بين الأزقة حيث ترى أطفالا يحملون أطباقا طازجة في جيئة وذهاب إلى البيوت المجاورة في غير تكلف وبكل عفوية.....وأنت تجوب الشوارع القليلة العدد آنذاك تشعر بصدق أن كل البيوت بيتك ..وأن المائدة المعدة نفسها ...إذ لم تظهر بعد هته الفوارق المادية الخارفة ..ولم نكن نشعر حينها بأن هناك جوعى في مجتمعنا....حركة دائبة في وسط المدينة تنم عن إقبال وإستقبال يليق بالشهر الفضيل....ورغم بعض المناوشات التي كانت تحدث في السوق*** المارشي لبيض*** إلا أن تلك الأمسيات لا يزال عبقها يجول بخاطري...كانت الجلسات المرتقبة لآذان المغرب تتنوع وتتشعب .فهؤلاء مجتمعون حول لعبة ** الخربقة** وأولئك ملتفون حول شيخ طاعن يروي حكايات عن ثورة الأمجاد وآخرون في ** تويزة ما** قبل أن يحين موعد الإفطار....ومجموعة شبان قد إلتفوا حول لعبة ** الضامة**....
رائحة القهوة وهي تحضر قبل الإفطار كانت تنسي مشقة اليوم وأشغاله ....الكل يتحدث عن فيلم السهرة في القناة الأرضية والوحيدة حينها ....أما النسوة فقد كن يتبادلن بعض الأطعمة ولو خلسة.. رغم أن جل المشتريات والمقتنيات كانت تلف وتحفظ في أكياس بلاستيكية سوداء......ولم تكن لديهن هذه الآلات التي ما إن ولجت عالم الطبخ حتى أفسدت نكهته...وأذهبت رونقه....أما الأطفال فقد كانوا يتنافسون فيما بينهم أيهم يصوم أكثر من غيره والدليل مد اللسان خارجا..
وتراهم يخرجون بين الفينة والأخرى يرقبون صوت المؤذن....
وترى بعد الإفطار وعلى أضواء قليلة كهولا وشيوخا وقلة من الشباب قد قصدوا المسجد الأول وربما كان الوحيد في المدينة لآداء صلاة التراويح ** الأشفاع**....أما ما بقي من الصبية فتجدهم يمرحون في شوارع فسيحة خالية من السيارات في أمن وأمان...وفي البيوت تجتمع النسوة ليثرثرن على أبسط رجة لقنينة أو تحريك لآنية وهذا طبعهن.....ولم يكن يشغلهن مسلسلا ت ولا فوازير.....ولا فايسبوك...
أما الأمسية الزاهرة حينها فقد كانت تلك التي يتم الإعلان فيها عن برمجة فيلم ثوري ** الأفيون والعصا** أو فيلم ** **الرسالة** في حائط ** المرشي** ليبقى الفيلم المعروض حديث العامة لأشهر... .
وما أجملها من ليلة حين يأتي **لافوار** المعرض بألعابه ومفاجآته وجوائزه ،ويهرع إليه الكثير لاقتناء ما أمكن من مشتريات بأثمان بخسة وربما ينالها مجانا مقابل الفوز بتحد ما في تلك الألعاب المبرمجة كل ليلة....
تلك الليالي المتخمة فرحا وحبورا حيث حلقات السمر في شوارع وأزقة لم تشهد حينها هذا الزحام الخانق كحاله اليوم....وذي جماعات من الشبان يداعبون الكرة تحت ضوء
عمود كهربائي في ركن الشارع.....وأسراب من أطفال في عمر الزهور تشدو تارة وتنشد أخرى وتتلوا ثالثة في عفوية وبراءة فقدت في أزقتنا حين أصبح خروج الطفل بعد الفطور أمرا محظورا....أما المقاهي حينها وعلى قلتها فقد كانت تعمر عن بكرة أبيها و تعج بروادها وهم يتبادلون المقولة الرائجة ** صح فطورك** وتراهم بأكواب القهوة وهم يتجاذبون أطراف الحديث.....في مواضيع لم تكن بهذا التشعب الذي نراه اليوم.....ويسارعون بعدها إلى المسجد ومنهم من يعود إلى مجلسه ليكمل السهرة حتى السحور......
تلك إذن أيام خلت كان المرء فيها يتقفد أهله ويشعر بجليسه وجاره ويقاسمه أفراحه وأتراحه وخاصة في رمضان المبارك...يوم كان الجود والكرم ديدنا لأهالي المدينة وسيمتها ...
أما في أيامنا هذه ورغم كل هته البهرجة فقد قل ذلك الإحساس الممتع برونق وبهجة رمضان وربما الشئء الوحيد الذي يفوق تلك الفترة هو هذا الإقبال الكبير على بيوت الله .. .فالحمد لله... إبراهيم.......
زائر- زائر
مواضيع مماثلة
» رمضان زمان ( حركاتي لعمامرة)
» حنين (ابراهيم مقدير)
» مجرد رأي (ابراهيم مقدير)
» كم نحن ضعفاء (ابراهيم مقدير)
» أبطالنا (ابراهيم مقدير)
» حنين (ابراهيم مقدير)
» مجرد رأي (ابراهيم مقدير)
» كم نحن ضعفاء (ابراهيم مقدير)
» أبطالنا (ابراهيم مقدير)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد فبراير 12, 2023 8:36 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» موضوع المبادرة ( جدارية الألم والأمل)
الأحد فبراير 12, 2023 8:34 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» سجل أيها الأدب (رسالة إلى وزير العدل)
الثلاثاء سبتمبر 27, 2022 1:34 pm من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعرة سعاد كاشا (المشاركة 26)
الأحد سبتمبر 18, 2022 7:46 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعرة أميرة دبل (المشاركة 25)
الخميس سبتمبر 15, 2022 10:00 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعرة خديجة حسين تلي (المشاركة 24)
السبت أغسطس 27, 2022 10:28 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعر عامر غلاب ( المشاركة 23)
السبت أغسطس 27, 2022 10:26 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعر سالم قوادرية العامري ( المشاركة 22)
الجمعة أغسطس 26, 2022 3:54 pm من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعر محمد مهيلة (المشاركة 21)
الجمعة أغسطس 26, 2022 12:16 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة