فسحة شعرية (نورالدين العدوالي)

فُسحة شعريّة :

اعتراف بالتقصير بين أيدي ناكرات العشير

و عادَتْ " سُلَيْمى" تُطيلُ المـنامَا
تُعادي قُلَيْبي، تُثيرُ الخِصامَـا
تُواري حديثًا غريبَ الدّليلِ
و تأْتي بِقُرْبي، و تَرْمي السّهامـا
و في بعضِ وقْتٍ تقولُ حبيبي
كَمَجنونِ عِشْقٍ يُعاني انْفِصامَا
أَأَصْبَحْتَ تَنْسى و قدْ كنْتَ تَشْدو
بِأعْلى رُموشي قصيدًا هُيامَا؟!
و تَسْقي ورودي، و ترْعَى عُهودي
فَنَحْظى بِأُنْسٍ ، و نِعْمَ النّدامى!
فما بالُ قلبي يراكَ بعيدًا
و أضْحى جَفاكَ حرامًا حرامًا؟!
أمَا كنتَ تَعْدو شمالا جنوبا
و تَقْفو دليلا، و تَهْذي غَرامَا؟!
و تَرْمي لِطِفْلٍ شَقِيٍّ نُقودا
و لَوْ رامَ طيْرًا، تَصيدُ الحمامَا!
و إنْ مَرَّ طَيْفٌ تُواري خَيالي
و تَخْشى عُيونًا، تَشُدُّ اللّثامَا!
و عندَ التّلاقي، و يا وَيْحَ قلبي
تَصوغُ القوافي، تُجيدُ الكلامَا!
و يا لَهْفَ أُمّي، فَما كُنْتَ تُبْقي
بِرَأْسي نُخاعًا ، بِجِسْمي عِظامَا!
فَهَلْ صِرْتَ تَشْكو كَليمًا سقيما
و عَهْدي بِمَرْآكَ تُشْفي السّقامَا؟!
و أيْنَ الهَدايا، و أيْنَ الحَشايا *
و ثَغْرٌ يُحاكي حُبَيْبًا غَمامَا؟! *
و ماذا دَهاني ، رَماني حَناني
و دَوْمًا دَعاني ، لماذا ، إلامَا؟!*
صَمَتْنا كِلانا ، و نَطّتْ بِرَأْسي
عَفاريتُ غَيْظٍ ، فقامَتْ قِيامَا
و قالتْ : حبيبي ، لِنَسْكُتْ قليلًا
و نَتْرُكْ حديثًا ، و نَرْتَحْ مَنامَا
و جاءتْ بِقُرْبي ، و قالتْ : كَفانَا
فَإنْ ظَلَّ شَكًّا هَوانَا ، و دامَا
فَحَتْمًا نُعاني شُروخًا بِعِشْقٍ
و نَبْضي يناجي : عَلامَ علامَا ؟!
كَفَتْني شُروحًا ، فوارَيْتُ دَمْعًا
و نامَتْ ، و قالتْ : سلامًا سلامَا !

هامش :
* الحشايا : كالنمارق ، أفرشة محشوّة صوفا
*حَبّ الغمام : حبّات البَرد البيضاء الصغيرة
* إلاما: أصلها " إلى ما" ، و حين تُسبَق " ما الاستفهامية" بحرف جر، تكتب هكذا : إلامَ ، علامَ، بِمَ...؟

شاعر البيضاء نورالدين العدوالي / عين البيضاء / الجزائر

12 محرّم 1440هج / 22 سبتمبر 2018