عتشقة من زمن العزيز ( للشاعر نور الدين العدوالي)

عاشقة من زمن " العزيز"!

...و أرسَلَت " صاحبةُ الجلالة" مُوَقِّعَةً اعترافا رسميًّا أنّ القصرَ الذي لا شِعرَ فيه أهونُ من بيت العنكبوت!!!

ماذا تَقُدّينَ إذ أمشي هُنا عاريَا
و النَّعلُ أصبحَ من تحتِ الثّرى حافِيَا؟!
استنزَفَ الماكِرُ " الدّيّوثُ"كُلَّ دَمِي
مــا هـَمـَّهُ لو ظَلَلتُ العُمـــرَ باكِيَا ؟!
لَم يُبقِ في الجَسدِ المَنهوكِ غيرَ الّذي
بينَ الضُّلـوعِ خَفوقًا يكتوي داعِيَا
يدعو الإلَهَ ثباتًا يستوي راكِعًا
مَن ذا يَكُن لكَ غيرُ رَبــِّنا هادِيَا ؟!
ما الذّنبُ ذَنبُكِ لا بَل ماتَ سُلطانُكِ
إذ باعَ دينَ الهُدى يومَ انتشى لاهِيَا!
لَألاءُ وجهِكِ لا يذوي إذا كان في
قلبِ المُحِبِّ جَوًى لا يسقُطُ هاوِيَا!
ها أنتِ وردتُهُ الحمراءُ دامعة
وَ الوَردُ يذبلُ إن لَم يَجــِد ساقِيَا!
مَهلًا فَما لَكِ عندي غير بَوحِ الهوى
و الشِّعرُ كالسِّحرِ دومًا يُردي البَواكِيَا!
عِيشي كَزنبَقَةٍ في رَوضِ أورِدَتي
إن هــانَ كلُّ شيءٍ يَبقَ النَّوَى غالِيَا!
يُغنيكِ بينَ النّساءِ الوُجدُ في قلمي
مَهما تَجُولِي بِخاطِري يَبِت سارِيَا!
لَو متِّ في قلبهِ نَخلًا وَ ما شَبِعَت
عَيناكِ تـَمرَ الهوى أهديـكِ بُستانِيَا!
قولي بِرَبِّكِ ما تُغني القُصورُ و ما
تُغري إذا كانَ دومًا ذو الغِنى طاغِيَا ؟!
أَستَلُّ سَيفَ يَراعي ها هُنا لِأَرى
مَن غير شِعري عَن الأُنثى مَضى حامِيَا!
بَعضُ الهوى سارِقٌ يَبغي العُبورَ إلى...
و العاشِقاتُ يُرِدنَ مَن سَمــا راقِيَا!
عُودي إلى مَن غَدا فَجرًا على عَجَلٍ
هَـــل غير ذي مـــالٍ يُغديهِ عادِيَا ؟!
قالت: أيا شاعري مَهمومةٌ ذُبِحَت
هَجــرًا و يــا لَـكَ فـارِسًا إنســـانِيَا!
كيفَ السَّبيلُ إلى قَلبٍ حَنونٍ وَ قَد
ذابَت عَناقيدُ عُمري إذ مَضى جارِيَا ؟!

نورالدين العدوالي / عين البيضاء / الجزائر