بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم |
إعلانات تجارية
لا يوجد حالياً أي إعلان
بائع الفلافل (ق ق) نبيل شريط
صفحة 1 من اصل 1
بائع الفلافل (ق ق) نبيل شريط
قصة قصيرة : بائِعُ الفلافِل...................................من
سلسلة الدُّرَرِ الثمينة
كانت شمس القرية عصْراً تَهُمُّ بالرحيل و تحزِمُ من بقايا
أشعتها المُحرقةِ حقائبَ يوْمٍ صيْفيٍّ حارٍّ ، فتراها تتخبَّطُ مُتَرَنِّحةً بين السماءِ و الأفُقِ و يُصارِعُ أحمرُ قُرْصِها لونها الذهبيَّ المُعْتادَ ، لِتلفَح تجاعيدَ وجهه البدوي الأصيلِ و تُهدهدَ بِلُطْفٍ تقاسيمَ داكنةً رسمتْ على مُحيَّاه البريء المُحْمَرِّ ، احمرارَ حبّاتِ الفلفل الأحمر الذي يجنيه كلّ صباحٍ ، من فَدَّانِ الأرض الذي ورثه عن والده منذ عشرين سنة و يبيعه على رصيف الشارع الرئيسي وسط سوق القرية .
كان رجُلاً شهماً ، و متواضعاً يُحبُّهُ سُكّان القرية ، مِظلَّتُهُ الأنيقةُ المصنوعة من سعفِ النخيلِ تزيده رونقاً و جمالا ، و شوارِبُه المُبْيَضَّةُ تصارِعُ الأزمان و العصور ،و عيونُه السوداء الثاقبة تستَسْلِم لرائحة الفلفل التي تصدم الأنوف تارة و تشكو الاحمرار و الحكّة و الدمع تارةً أخرى .
ترى في نظراته الفرحة و العتاب و الحزن الكلُّ حاضرٌ في أحاسيسه ، الأحمر و الاسود يرسمانِ لوحتاَ ماضيه و حاضرهِ.
كان يصيح بِمِلْئ فِيهِ ،فلافل.....فلافل ....هي حكاية ألِفَها منذ زمنٍ بعيد، منذ أن رجع من ديار الغربةِ تائِهاً لا يملِكُ دِرهماً أو وَكْراً يَقيهِ حَرَّ الصيف ولا قَرّ الشتاءِ ، لَمْ تشفعْ له جسورُ باريس و لا جمالها و لا صفيحُها المُزنْجرُ الذي اتخذه منْزلاً ذات يوم ، ولا حتى لُطْف سَيّدِهِ عندما كان يمتهن البسْتَنة و يسقي أزهار التوليب في حدائقِ و قُصور النّبلاءِ و البرجوازيين في إمارة موناكو ، ولا حتى هِجْرته الطائِشة مع اقرانه فقد كان يحلم بأنّ الجنّة وراءَ البِحار ، و انّه لا يملك في قاموسهِ مُصطلحاً يُسمّى مِحراثاً أو حِماراً للجرِّ ، و أنّ انفه خُلِقَ ليَشُمَّ عطور شنال و الريف دور ، لا بذور الفلفل المشبّب و بقايا فضلاتِ الدجاج و الاحمرة و الثّوْر ،و ان لا يرتدي الا البذلة الفرنسية السوداء و ربطة العُنُقِ الحمراء و أن يكون سيّدَ الملاهي و دورَ القِمارِ و أن يدخّنَ أجود أنواع السّيقارِ فهو يكره البرنوس و الطاقية المنسوجة بأنامل أمّهِ ،فيرى فيها كُلّ عناوين التخلّفِ و البداوةِ و الريف.
لكنّ نوائب الدّهر ِ كانت قاسيةً على حالِهِ ، و بدّلتِ الرياح وِجهة سُفُنِهِ ،فوجد نفسه مُفلساً ، وعادَ بِخُفَّيْ حنين يجُرُّ اذنابَ الهزيمة و الفشلِ ، ولمْ يجِدْ من رائحةِ والدهِ الّا قبّعةً حزينةً و رِداءًأ ازرق بالٍ ، و كوخاً من الطين و القشّ و خِرافاً و فَدّاناً من الأرض الطيبة كان قد احتفظ به اخْوَته الثلاثة ، و أكياساً من بذورِ الفلفل الجيِّدةِ .فحمل على عاتِقِه خِدمة أرض أبيه و أجداده فأنتجتْ ذهباً أحمراً فلفلاً يانعاً و تغيّر حاله و كَثُر ماله و أصبح منتوجه مطلوباً حتى في القرى المجاوِرة ، و تأكّدَ أنّ الخير و النجاح في وطنه و أن لا يحتقر الأرض و بذور الفلفل الى الابد.
شريط نبيل 27 اوت 2018 الحمامات . نابل . تونس.
سلسلة الدُّرَرِ الثمينة
كانت شمس القرية عصْراً تَهُمُّ بالرحيل و تحزِمُ من بقايا
أشعتها المُحرقةِ حقائبَ يوْمٍ صيْفيٍّ حارٍّ ، فتراها تتخبَّطُ مُتَرَنِّحةً بين السماءِ و الأفُقِ و يُصارِعُ أحمرُ قُرْصِها لونها الذهبيَّ المُعْتادَ ، لِتلفَح تجاعيدَ وجهه البدوي الأصيلِ و تُهدهدَ بِلُطْفٍ تقاسيمَ داكنةً رسمتْ على مُحيَّاه البريء المُحْمَرِّ ، احمرارَ حبّاتِ الفلفل الأحمر الذي يجنيه كلّ صباحٍ ، من فَدَّانِ الأرض الذي ورثه عن والده منذ عشرين سنة و يبيعه على رصيف الشارع الرئيسي وسط سوق القرية .
كان رجُلاً شهماً ، و متواضعاً يُحبُّهُ سُكّان القرية ، مِظلَّتُهُ الأنيقةُ المصنوعة من سعفِ النخيلِ تزيده رونقاً و جمالا ، و شوارِبُه المُبْيَضَّةُ تصارِعُ الأزمان و العصور ،و عيونُه السوداء الثاقبة تستَسْلِم لرائحة الفلفل التي تصدم الأنوف تارة و تشكو الاحمرار و الحكّة و الدمع تارةً أخرى .
ترى في نظراته الفرحة و العتاب و الحزن الكلُّ حاضرٌ في أحاسيسه ، الأحمر و الاسود يرسمانِ لوحتاَ ماضيه و حاضرهِ.
كان يصيح بِمِلْئ فِيهِ ،فلافل.....فلافل ....هي حكاية ألِفَها منذ زمنٍ بعيد، منذ أن رجع من ديار الغربةِ تائِهاً لا يملِكُ دِرهماً أو وَكْراً يَقيهِ حَرَّ الصيف ولا قَرّ الشتاءِ ، لَمْ تشفعْ له جسورُ باريس و لا جمالها و لا صفيحُها المُزنْجرُ الذي اتخذه منْزلاً ذات يوم ، ولا حتى لُطْف سَيّدِهِ عندما كان يمتهن البسْتَنة و يسقي أزهار التوليب في حدائقِ و قُصور النّبلاءِ و البرجوازيين في إمارة موناكو ، ولا حتى هِجْرته الطائِشة مع اقرانه فقد كان يحلم بأنّ الجنّة وراءَ البِحار ، و انّه لا يملك في قاموسهِ مُصطلحاً يُسمّى مِحراثاً أو حِماراً للجرِّ ، و أنّ انفه خُلِقَ ليَشُمَّ عطور شنال و الريف دور ، لا بذور الفلفل المشبّب و بقايا فضلاتِ الدجاج و الاحمرة و الثّوْر ،و ان لا يرتدي الا البذلة الفرنسية السوداء و ربطة العُنُقِ الحمراء و أن يكون سيّدَ الملاهي و دورَ القِمارِ و أن يدخّنَ أجود أنواع السّيقارِ فهو يكره البرنوس و الطاقية المنسوجة بأنامل أمّهِ ،فيرى فيها كُلّ عناوين التخلّفِ و البداوةِ و الريف.
لكنّ نوائب الدّهر ِ كانت قاسيةً على حالِهِ ، و بدّلتِ الرياح وِجهة سُفُنِهِ ،فوجد نفسه مُفلساً ، وعادَ بِخُفَّيْ حنين يجُرُّ اذنابَ الهزيمة و الفشلِ ، ولمْ يجِدْ من رائحةِ والدهِ الّا قبّعةً حزينةً و رِداءًأ ازرق بالٍ ، و كوخاً من الطين و القشّ و خِرافاً و فَدّاناً من الأرض الطيبة كان قد احتفظ به اخْوَته الثلاثة ، و أكياساً من بذورِ الفلفل الجيِّدةِ .فحمل على عاتِقِه خِدمة أرض أبيه و أجداده فأنتجتْ ذهباً أحمراً فلفلاً يانعاً و تغيّر حاله و كَثُر ماله و أصبح منتوجه مطلوباً حتى في القرى المجاوِرة ، و تأكّدَ أنّ الخير و النجاح في وطنه و أن لا يحتقر الأرض و بذور الفلفل الى الابد.
شريط نبيل 27 اوت 2018 الحمامات . نابل . تونس.
مواضيع مماثلة
» أيلول (نبيل شريط)
» أمير..... (نبيل شريط)
» أمير.... (نبيل شريط)
» مرثية القدس ( نبيل شريط)
» أحزان (نبيل شريط)
» أمير..... (نبيل شريط)
» أمير.... (نبيل شريط)
» مرثية القدس ( نبيل شريط)
» أحزان (نبيل شريط)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد فبراير 12, 2023 8:36 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» موضوع المبادرة ( جدارية الألم والأمل)
الأحد فبراير 12, 2023 8:34 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» سجل أيها الأدب (رسالة إلى وزير العدل)
الثلاثاء سبتمبر 27, 2022 1:34 pm من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعرة سعاد كاشا (المشاركة 26)
الأحد سبتمبر 18, 2022 7:46 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعرة أميرة دبل (المشاركة 25)
الخميس سبتمبر 15, 2022 10:00 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعرة خديجة حسين تلي (المشاركة 24)
السبت أغسطس 27, 2022 10:28 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعر عامر غلاب ( المشاركة 23)
السبت أغسطس 27, 2022 10:26 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعر سالم قوادرية العامري ( المشاركة 22)
الجمعة أغسطس 26, 2022 3:54 pm من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعر محمد مهيلة (المشاركة 21)
الجمعة أغسطس 26, 2022 12:16 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة