أيلول (نبيل شريط)

أيْلُول..........وَرَقَةُ العنَّابِ الأ َخِيرَةُ .........

من سلسلة الدُّرَر الثّمينة .

خُذِي روحي مِنْ فوقِ الثّرى ثُمَّ زُفّيها .......
و ارسُمي مِنْ أصفر يخضوري..................
شُحّ الرّوافدِ لا الخِصْبُ ساقِيها......
وَ عَبِّقي مِنْ آخِرِ أنفاسي ...........
بُخُورَ المِسْكِ ...... ....
و مِنْ عنْبَرِ السّنْدِ رُشِّيهَا.......
و مِن بقايا سَوادِ اللّيْلِ و ريشِ غِرْبانِ المنايا وَشِّحِيهَا .......
وعلى أعلى شجرةٍ أيلول ارسُميها ......
أُمّاهُ....فراشتُكِ الصّغيرةُ تَحْتَضِرُ.......فاحْضُنيهَا ......و لِصَدْرِكِ ضُمِّيها .........
فتَحِنُّ تقاسيمُ آهاتِي ....
و تُرتِّلُ تعاويذ أنّاتِي .....
أنْ تَتْرُكيني و تَتْرُكيها ....
واكْتُبي على شاهِدي الرّخامِيِّ....وسطَ الأَمْواتِ .......
هُنا وُلِدَتْ .....
هُنا رَقصَتْ ....
هُنا ماتتْ ...
ورقة الخريف ......
و قبّلِي دُمْيَتِي الشّقراءَ و مع حِكايَتي اقْبُريها .....
سَلِي الغُصنَ الجميلَ حاضنُ ملحمَتي........
و مُنْعِشُ أحلامي......
و مُسْعِدُ روحي و حاميهَا ......
جاءتْ نسائِمكَ حُبْلى .......
رعْدٌ و برْقٌ و ريحٌ صرْصَرٌ ......
هَدّ البُيوتَ على رأْس منْ فيها .....
عبَثَتْ بِظفائِري اليافِعَة ......
غيْمةٌ طائِشة لَمْ تُمطِرْ إلاَّ الحُمْقَ و البُغْضَ و التِّيهَ......
عَكّرْتَ أزرقَ سَماواتي........و نجومي لامعةٌ ........
حَدِّثْني بِربّكَ......
هذا جمالُ لوْحَتي .......
أَعِندكَ ما يُضاهيها .....؟؟؟؟؟

أَبَقَرْتَ حُضْنَ الفطيمِ ......
و أحْرَقتَ قلبَ شَجرة العِنّاب....أُمًّا وَدُودًا ...
تُناجيهِ صباحاً و بالمساءِ يُناجيهَا .......
تَبَخّرتْ أحلامي في بحورِ دُجاكَ ..... فأغْرَقْتَ قَوارِبي ....
بعْدَ أنْ تَنَكّرتْ و خانَتْ حِبَالَ مَراسيهَا ......
و حطّمْتَ شِراعي على جناحِ هَواكَ .......
فَلِمَنْ أشْكو صُداعِي.... هَلِ العَطّارُ يُشْفيني و يُرْبِكُ السّقَمَ و يُشْفِيها .......
و فقَدْتُ صنّارتي......و الطُّعْمَ و الأ سماكَ ......
شِباكي فارِغَةٌ لَم تَجِدْ مَنْ يرتمي فيها .......
رحيمٌ حَضْرَتُكَ ....أمْ أ نتَ ماذا ؟ ؟؟؟ ........
مُنَغّصٌ لِلقُلوبِ... ......؟
زارِعٌ لِلْعِلَلِ أ مْ مُداويهَا ......؟؟؟

أيلولُ........!!!!!!!!

.. إِنّي هُنَا.......اسْتَحْلَفْتُكَ بأ جملِ سنونوّةٍ....احتَضَنَتْها أعمِدَةُ اللاسِلكي في قرْيتي .....
بِكُرّاسَتِي ....و مِحفظَتي....
لُطْفًا مِنْ صوتِ أجراسِ مَدْرسَتي ......
و نشيدِ العَلَمِ في الفِناء ......
و قداسة أرْجوحَتي على الأرضِ و في السّماء ......
أرَى في نبْرَتِكَ المرضَ لا البلْسَمَ .....
قدَري معَكَ ما ضَحِكَ يومًا ولا هوَ ابْتَسَمَ .....
سَوفَ أتَرَنَّحُ هَا هُنَا ......هُنَاكَ.....و هُنا .....
غَريبةً عن جُذوري.....و كذلكَ هُنَا .......
لوعةُ الفِراقِ شُعُوري .....
أنا الوَرَقَةُ الأ خيرَةُ المُتَساقِطةُ ....أنَا الحزينةُ أنا .........
حيَاتي لَكَ أنا بائِعَةٌ .......أنْتَ صانِعُها و أنتَ شَارِيها .

شريط نبيل 10 سبتمبر 2018 بسكرة الجزائر .
.

.