بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم |
إعلانات تجارية
لا يوجد حالياً أي إعلان
مقامة سمر على قمر ( نور الدين العدوالي)
صفحة 1 من اصل 1
مقامة سمر على قمر ( نور الدين العدوالي)
فُسْحة أدبية 02 :
بَعْدَ نشْري " مقامة العدوالي في الأيام الخوالي" و ما تركتْه من أثر طيّب في القلوب الطيّبة ، و بَعْد سهرة أدبية دعاني إليها اتّحاد الكتّاب الجزائريين / فرع أم البواقي برئاسة أخي الكريم و صديقي الحميم الدكتور " لخضر مزوز" ، طلبَ منّي الخِلّان أحباب الشّعر و البيان أن أكتبَ في المناسبة مقامةً ، فكان ما أرادوا، و كتبت :
سَمَر على قَمَر
تلقّيت دعوة من أم البواقي، فهاجت أشواقي، و ماجت للتلاقي، اتّصلت بصاحبي فريد رفيق " الكامل و المديد"، في بلدة اللقلق الوحيد، فوجدته غارقا في نظْم أشعاره، لا يُرى له أثرٌ من دخان سيجاره ، احتسينا قهوة عند " المداني" حيث لا شيء مجّاني ، و أدْركَنا " عبد الرشيد بوكراع" الذي له في الشِّعر كَعْب و باع، مع " بوكفة صلاح" عريس المدينة الصدّاح في كل مساء و صباح، انطلقنا بالسيارة، على أنغام العود و القيتارة : كوكب الشرق تناجي : أغدا ألقاك؟ و نحن نردّد : خذني معاك.. خذني معاك.
بعيدًا عن إزعاج الزوجات و الأولاد، استقبلَنا رئيسُ الاتّحاد الدكتور " لخضر مزوز" الرجل الطيّب " القازوز" بعيدا عن رسميات العصير و ملذات قلب " اللوز" ،استقبلَنا كعادته هاشًّا باشًّا ، كما لم نعهدْه يوما مختلسا أو غاشًّا، قال : يا سادة يا نبلاء، يا مبدعين، يا شعراء، دَعُونا من " البروتوكولات" ، و أطْفِئوا - على وجه ربّي-" البورتابلات " ، اللّيلةَ ليلةُ شِعر و سَمَر ، فَلْنجتمِع تحت أضواء القَمَر،كان الافتتاح بما تيسّر من الذِّكْر الحكيم، تلاه صاحب الصوت الرّخيم " محمود بن موسى " الذي زلزل الأبدان و النفوسا، و طرد عنّا الضّجر و العُبوسَا ،ازدان الجمعُ بقدوم " بن قرون صالح" الذي يُعين على نوائب الدّهر، و يقضي للأيتام المصالح، أرفقَ معه نَجْلَه الوسيم، الشّبيه بخاله الكريم ، كان له حضورٌ لافِت، رغم حيائه و صوته الخافِت ، و رغم أنني لا أؤمن بً " التّخْ" و لا ب" الفخْ" و لا ب" النّخْ" ، إلا أنه هلْهلني حين ألقى قصيدة للمُسَمّى " هشام الجَخ"، ثم كانت المفاجأة الكبرى بقُدوم زعيم الثقافة " علي بوزوالغ" الذي يحبّه كل صغير و بالغ ،في لباس رياضي أنيق، لا يضاهيه فيه شابٌّ رشيق، فداعبتُه ضاحكا : يا سيدي " بوزوالغ" : أكْثِر الهدايا و المبالغ! الرّجُل المسؤول ترك ارتباطاته ، و ضحّى بالتزاماته، و فضّل همْسَ الأشعار عن المكوث مع صُنّاع القرار ، أو الخروج مع الأولاد و ربّة الدّار ، شبابُ الحماية المدنية تسلطنوا بالكلمات الشاعرية، فنسوا كل هالِكٍ حريق، و كل مستغيث غريق ، و قالوا : الليلة ..لا حديثَ إلا حديثُ قيس و ليلى! هاتِ ما عندك يا شاعر، ألْهِبْ في حُشاشاتنا المشاعر، أعِدْنا إلى ذاك الزّمن حين كان للعِشق معنى، و للصّدق مبنى، و لِهَمْس النّسوان مغْنى، توالى شَدْوُ البلابل، حتّى اختلط لدى الشبّان الحابل بالنابل ، فسألوني، و أمام الصّحْب أحرجوني : كيف يا أديبنا تَنِطُّ بين النّثر و الشّعر، و تغوص بنا في كل بحر ؟! فأنّى لك بكل هذا السّحر؟! قلتُ ضاحكا : رَقاني " سي عمّار" الذي تخرّج في " قرن حمار"و ، و منذ ذلك النّهار، مسّني جِنِّيُّ الأشعار ، فجمح بي حصانُ الأفكار، و صَكّتْ حُسّادي حَوافِرُالحِمار ...
و عُدنا و الليلُ قد عسعسَ ، دخلْتُ البيتَ و ما استطعتُ التنفّسَ ، نام الأطفالُ و أمّهم، فقلتُ لن أنبِسَ ، مشيتُ على الأمشاط، و دُستُ على نائمٍ بدل البساط ، فصرخ كمَن لسعه ثعبان، واستعذتُ بالله من الشيطان، ثمّ غُصتُ في سُبات عميق، و لم أفِقْ إلا على الصّراخ و " الزعيق" ، و صِحْتُ مذعورا : ما به الوليد؟! فقالت أمّه : يريد لباس العيد ، فتذكّرتُ ما قاله أبي - عليه الرّحمة- : بِعِ القِطّ و اشْرِ الشّحمة!
هذا يا سادتي يا كرام حدث ذات ليلة من ليالي الصيام ، ذكّركم بها الشّاعر الهُمام، و الأديب القمقام، فتقبّلوا منه أغلى تحيّة، و أزكى سلام.
نورالدين العدوالي / عين البيضاء / الجزائر
رمضان 1439/ 2018
هامش :
فريد : فريد مرازقة زميلي في العمل، أستاذ و شاعر
عبد الرشيد بوكراع : صديقي شاعر مبدع
صلاح بوكفة : أستاذ و كاتب ناقد
علي بوزوالغ : مدير الثقافة و صديق حميم
صالح بن قرون : أستاذ و رئيس جمعية كافل اليتيم
محمود بن موسى : إمام من ولاية الوادي
القازوز : مشروب غازي لا تخلو مائدة منه
وعندنا الشخص الطيّب المحبوب يُطلِق عليه العامّة اسم : قازوز
قُرْن حمار : ريف من أرياف الجهة عندنا
بَعْدَ نشْري " مقامة العدوالي في الأيام الخوالي" و ما تركتْه من أثر طيّب في القلوب الطيّبة ، و بَعْد سهرة أدبية دعاني إليها اتّحاد الكتّاب الجزائريين / فرع أم البواقي برئاسة أخي الكريم و صديقي الحميم الدكتور " لخضر مزوز" ، طلبَ منّي الخِلّان أحباب الشّعر و البيان أن أكتبَ في المناسبة مقامةً ، فكان ما أرادوا، و كتبت :
سَمَر على قَمَر
تلقّيت دعوة من أم البواقي، فهاجت أشواقي، و ماجت للتلاقي، اتّصلت بصاحبي فريد رفيق " الكامل و المديد"، في بلدة اللقلق الوحيد، فوجدته غارقا في نظْم أشعاره، لا يُرى له أثرٌ من دخان سيجاره ، احتسينا قهوة عند " المداني" حيث لا شيء مجّاني ، و أدْركَنا " عبد الرشيد بوكراع" الذي له في الشِّعر كَعْب و باع، مع " بوكفة صلاح" عريس المدينة الصدّاح في كل مساء و صباح، انطلقنا بالسيارة، على أنغام العود و القيتارة : كوكب الشرق تناجي : أغدا ألقاك؟ و نحن نردّد : خذني معاك.. خذني معاك.
بعيدًا عن إزعاج الزوجات و الأولاد، استقبلَنا رئيسُ الاتّحاد الدكتور " لخضر مزوز" الرجل الطيّب " القازوز" بعيدا عن رسميات العصير و ملذات قلب " اللوز" ،استقبلَنا كعادته هاشًّا باشًّا ، كما لم نعهدْه يوما مختلسا أو غاشًّا، قال : يا سادة يا نبلاء، يا مبدعين، يا شعراء، دَعُونا من " البروتوكولات" ، و أطْفِئوا - على وجه ربّي-" البورتابلات " ، اللّيلةَ ليلةُ شِعر و سَمَر ، فَلْنجتمِع تحت أضواء القَمَر،كان الافتتاح بما تيسّر من الذِّكْر الحكيم، تلاه صاحب الصوت الرّخيم " محمود بن موسى " الذي زلزل الأبدان و النفوسا، و طرد عنّا الضّجر و العُبوسَا ،ازدان الجمعُ بقدوم " بن قرون صالح" الذي يُعين على نوائب الدّهر، و يقضي للأيتام المصالح، أرفقَ معه نَجْلَه الوسيم، الشّبيه بخاله الكريم ، كان له حضورٌ لافِت، رغم حيائه و صوته الخافِت ، و رغم أنني لا أؤمن بً " التّخْ" و لا ب" الفخْ" و لا ب" النّخْ" ، إلا أنه هلْهلني حين ألقى قصيدة للمُسَمّى " هشام الجَخ"، ثم كانت المفاجأة الكبرى بقُدوم زعيم الثقافة " علي بوزوالغ" الذي يحبّه كل صغير و بالغ ،في لباس رياضي أنيق، لا يضاهيه فيه شابٌّ رشيق، فداعبتُه ضاحكا : يا سيدي " بوزوالغ" : أكْثِر الهدايا و المبالغ! الرّجُل المسؤول ترك ارتباطاته ، و ضحّى بالتزاماته، و فضّل همْسَ الأشعار عن المكوث مع صُنّاع القرار ، أو الخروج مع الأولاد و ربّة الدّار ، شبابُ الحماية المدنية تسلطنوا بالكلمات الشاعرية، فنسوا كل هالِكٍ حريق، و كل مستغيث غريق ، و قالوا : الليلة ..لا حديثَ إلا حديثُ قيس و ليلى! هاتِ ما عندك يا شاعر، ألْهِبْ في حُشاشاتنا المشاعر، أعِدْنا إلى ذاك الزّمن حين كان للعِشق معنى، و للصّدق مبنى، و لِهَمْس النّسوان مغْنى، توالى شَدْوُ البلابل، حتّى اختلط لدى الشبّان الحابل بالنابل ، فسألوني، و أمام الصّحْب أحرجوني : كيف يا أديبنا تَنِطُّ بين النّثر و الشّعر، و تغوص بنا في كل بحر ؟! فأنّى لك بكل هذا السّحر؟! قلتُ ضاحكا : رَقاني " سي عمّار" الذي تخرّج في " قرن حمار"و ، و منذ ذلك النّهار، مسّني جِنِّيُّ الأشعار ، فجمح بي حصانُ الأفكار، و صَكّتْ حُسّادي حَوافِرُالحِمار ...
و عُدنا و الليلُ قد عسعسَ ، دخلْتُ البيتَ و ما استطعتُ التنفّسَ ، نام الأطفالُ و أمّهم، فقلتُ لن أنبِسَ ، مشيتُ على الأمشاط، و دُستُ على نائمٍ بدل البساط ، فصرخ كمَن لسعه ثعبان، واستعذتُ بالله من الشيطان، ثمّ غُصتُ في سُبات عميق، و لم أفِقْ إلا على الصّراخ و " الزعيق" ، و صِحْتُ مذعورا : ما به الوليد؟! فقالت أمّه : يريد لباس العيد ، فتذكّرتُ ما قاله أبي - عليه الرّحمة- : بِعِ القِطّ و اشْرِ الشّحمة!
هذا يا سادتي يا كرام حدث ذات ليلة من ليالي الصيام ، ذكّركم بها الشّاعر الهُمام، و الأديب القمقام، فتقبّلوا منه أغلى تحيّة، و أزكى سلام.
نورالدين العدوالي / عين البيضاء / الجزائر
رمضان 1439/ 2018
هامش :
فريد : فريد مرازقة زميلي في العمل، أستاذ و شاعر
عبد الرشيد بوكراع : صديقي شاعر مبدع
صلاح بوكفة : أستاذ و كاتب ناقد
علي بوزوالغ : مدير الثقافة و صديق حميم
صالح بن قرون : أستاذ و رئيس جمعية كافل اليتيم
محمود بن موسى : إمام من ولاية الوادي
القازوز : مشروب غازي لا تخلو مائدة منه
وعندنا الشخص الطيّب المحبوب يُطلِق عليه العامّة اسم : قازوز
قُرْن حمار : ريف من أرياف الجهة عندنا
مواضيع مماثلة
» زلابية خاصة ( مقامة) نور الدين العدوالي
» لا تلمني ( العدوالي نور الدين)
» أشعار com (نور الدين العدوالي)
» حلوى أم بلوى ( نور الدين العدوالي)
» الشعر في زمن الكوليرا ( العدوالي نور الدين)
» لا تلمني ( العدوالي نور الدين)
» أشعار com (نور الدين العدوالي)
» حلوى أم بلوى ( نور الدين العدوالي)
» الشعر في زمن الكوليرا ( العدوالي نور الدين)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد فبراير 12, 2023 8:36 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» موضوع المبادرة ( جدارية الألم والأمل)
الأحد فبراير 12, 2023 8:34 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» سجل أيها الأدب (رسالة إلى وزير العدل)
الثلاثاء سبتمبر 27, 2022 1:34 pm من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعرة سعاد كاشا (المشاركة 26)
الأحد سبتمبر 18, 2022 7:46 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعرة أميرة دبل (المشاركة 25)
الخميس سبتمبر 15, 2022 10:00 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعرة خديجة حسين تلي (المشاركة 24)
السبت أغسطس 27, 2022 10:28 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعر عامر غلاب ( المشاركة 23)
السبت أغسطس 27, 2022 10:26 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعر سالم قوادرية العامري ( المشاركة 22)
الجمعة أغسطس 26, 2022 3:54 pm من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعر محمد مهيلة (المشاركة 21)
الجمعة أغسطس 26, 2022 12:16 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة