أريد النجاة للشاعر ( هشام البنا)

أريد النجاة ( القصيدة رقم 1)

تجلي الظلام
وأدبرت وحدى إلى حيث آوى بكل مساءٍ
هناك يدٌ تطرق الباب دون انتهاء
فتاة ملثمةٌ
كم تنادى وتصرخ من أجل نصرتها
وتقول أغثنى أغثنى(أريد السلام)
ودار العدو يفتّش بيتى
أتعلم جرم التستر هذا؟!
تستر ماذا؟!
ألا تعلمون بأنى صديق وأنى حليف فهذا هباء؟!
وجئت بها سائلا
بعد أن أذهبتهم عقول تظن بأنى حليف
وقالت لماذا كذبت عليهم؟!
عليك السؤال فقط وعلى الجواب
أيا ضيفتى من تكونين
كونى على ثقة أننا وحدنا فى المكان
وأنى صديق حليف
وأني.
لقد قلت هذا لهم يا صديقى
فما من سؤال وال من جواب
إذا فعلىّ الذهاب
وأعددت مائدة للعشاء على ضوء شمع
وأقسمت أنى عشيق وكنت أراودها
وهنا كنت أسمع منها وكانت تقول
هناك حصار يفوح قنابل سم
وجيش يدمر شعبا
وأسلحة لا تميز بين عجوز وشيخ وطفل بريء
هناك دما ء تحيط المساجد
إنس يعانق جناً
حياة تقبل موتاً
وشيخ يجالس زانية وهو يفعل كل عجيب
تعالَ معى يا صديقى فقط ما عليك سوى أن تجىء
خرجنا وعدنا قبيل النهار وما زلت أسمع منها
وكانت تقول
هناك غلوٌ رضينا به عنوةً
أرسل القسط معْناوإنا له حافظون
هناك جنود يسودون أرضى ولا أستطيع إزاحتهم
ورصاصٌ يجزِّءُ بطن النساء ويسلب قلب الجنين
أيا ضيفتى من تكونين هلا خلعت اللثام
فإنى الصديق ولست الغريب
تدلَّى اللثام
هناك حياة وحب وإخلاصُ جيش لشعب
هناك جميع الفصول ربيع
هناك طموح وحلم ومستقبل باهر كم يكافح حتى الممات
وأمنٌ سيأتى على كل أرض
إذا ما أتى رجل من نظام جديد
وأنجب من كل ظلم صبيا
تحلى من العدل ثوبا رفيع
هناك معانٍ تدل على أين كيف متى كم يكون السلام
تدلَّى اللثام
وأبصرت فيها جمالا يعود إلى سيرة كان فيها
( أغثنى أغثنى) فأنت الإمام
كما كنت أسمع منها
ولكن تجلى النهار
هناك يدٌ تطرق الباب دون انتهاء
فتحت وقلت
خذوها إلى حيث ال رجعة
سوف تسمعنى إذ أقول
أنا العربى ولائى لغيري
وما قد رأيت عدوا سواكِ

هشام البنا