بحـث
المواضيع الأخيرة
مايو 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | |||
5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 |
12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 |
19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 |
26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 |
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم |
إعلانات تجارية
لا يوجد حالياً أي إعلان
صيدلي القرية ( مقدير إبراهيم)
صفحة 1 من اصل 1
صيدلي القرية ( مقدير إبراهيم)
صيدليُ .. القريةٍ
"""""""""""""""
اقتصرت المرافق الاجتماعية العامة في القرية على ابتدائية فمصلى.. وقاعة علاج ومدخل معبٌدٍ.
واغتبط السكان واستبشروا خيرا حين جاء شاب من المدينة وفتح صيدلية تعفيهم من التنقل اليومي للمدينة... لجلب الأدوية التي يدونها ذاك الطبيب الذي يهل مرتين في الأسبوع ...
ومع مناخ القرية الذي يقسو شتاء قرًّا ويشتد صيفا حرًّا .كثرت الأمراض كنزلات البرد وضربات الشمس خاصة لدى الأطفال الصغار .. رغم تلك الطبيعة الآسرة الغنّاء .
بدا ذاك الشاب أنيقا محترمًا تجلّى ذلك في نظافة المحل ومظهره وتعامله مع أفراد القرية خاصة كّهولها وشيوخها ...
اِختار مكانا لائقا لمشروعه بعد تخرجه .توسط فيه القرية محاذاة مع مقهى صغير لا يزال يستعمل معدات تقليدية ولا يتسع لأكثر من جمع الكفين..
كان الشاب يقصد القرية صباح كل يوم مستقلاً حافلة تطوي الطريق الوطني المقابل لمدخلها...
وفي همة ونشاط كان يفتح صيدليته مبادرا بتنظيفها حتى غدا قدوة لغيره من تجار القرية على قِلّتهم ..ويغادر في المساء في آخر حافلة تقصد المدينة من المدن المجاورة ...
وكان في بعض الأحيان يستقل حافلة النقل المدرسي …فقد بات محبوبًا مبجّلاً من معظم سكان القرية وفي كثير من المرات كان يستدعى ضيفا معززًا عند أحدهم لوجبة غذاء فاخرة ....
في محلّه لقي الكثير من شيوخ وعجائز وكهول القرية اِحترامَه وتواضعَه لهم .. حتى غدا مضرب المثل وحديث العام والخاص .
ظل الفتى على سجيته وخصاله تلك والكل يشيد به في جلساتهم عصرًا قرب سور المصلّى أو عند حائط المدرسة ترقبا لخروج فلذات الأكباد ...وحتى في حلقات ألعاب الموروث الشعبي لديهم .....
مرت أشهر هادئة على القرية تكاد الحركة تنعدم فيها صباحا فالطفل في مدرسته والشاب خارج القرية في ثانوية أو متوسطة أو في عمل ما بالمدينة . ..
أما الآباء فيتوزعون في الحقول يتابعون قطعانهم في الحقول ...وأما النسوة ففي شغلهن ما يرهق الأبدان ويجهد العقول ..
لاحظ أحد الكهول تغيرا طفيفا طرأ على ذاك الشاب.. إذ بدأ يجالس بعض الشبان ويتغيب أحيانا عن مواعيده التي كانت مضبوطة فيما مضى ..وبالمقابل أصبح يطيل السهر في ذلك المقهى مع ثلة من الفتيان لم يتعودوا على هذا الأمر ومنهم نجله المقدم على اجتياز ( امتحان الباكالويا)..
ومما زاد من شكوكه في ذاك الشاب هي تلك الجلبة التي يحدثها ليلا بعض شباب القرية على غير عادتهم إذ أصبحوا يتشاجرون بعد كل سمرٍ ...وقد كثر تردد مجموعة منهم على الصيدلية في أوقات متفاوتة من النهار وقِطع.ٍ من أدبار الليالي وهم في كامل لياقتهم وموفور صحتهم ...مما أثار حفيظته ومكمنَ الرّيبة في نفسه .
فكلّما قصد المحل بوصفة طبية رأى ما يريبه من تلك الفئة العمرية في جوار أو مدخل تلك الصيدلية ..ومما زاد في شكه وأصبح الأمر يقينا أن ذاك الشاب قد صار يستقل سيارة فارهة في غضون أشهر ....
وكان هذا الغريب قد غير أسلوب تعامله مع كبار القرية من الوقار والاحترام إلى الازدراء والإهمال ..ثمة حدث الرجل بعض جلسائه في أمر الصيدلي الدخيل عن القرية ..فوجد إجماعًا على سداد رأيه وصوابه وأن كل واحد منهم قد لاحظ تغيرا كبيرا في سلوك أبنائه وأنهم أصبحوا يكثرون من مطالبهم خارج مستلزمات الدراسة وأعبائها ...وخاصة أولئك المترددين عن الصيدلية تباعا ....
دق الكهل ناقوس الخطر المحدق بالقرية برمتها واتصل بفرقة الدرك المتواجدة بالمدينة لٍيُطلع قائدها عما بات يشوب سكينة أهلها ويقلق راحتهم...
كان قائد الفرقة ذكيا فطنا لم يثر إثرها جلبة ولا فوضى تذكر ..بل نصب كمينا لذاك النشاط المريب وأثبت بالجرم المشهود وبالحجة الدامغة تورط الصيدلي الشاب في بيع وترويج حبوب مهلوسة لتلك الثلة من الشباب الذين أُنقذوا في الرمق الأخير ...
تم غلق وتشميع الصيدلية واقتيد صاحبها إلى التحقيق رفقة من بلغ سن الرشد ...أما القُصّر فقد أخلي سبيلهم بضمانات من أوليائهم ...
تنفس جميع من في القرية الصّعداء ورضوا بمشقة السفر إلى المدينة ...بدلا من ضياع أبنائهم في مثل هذه المحنة والمصيبة المشينة....
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
مقدير إبراهيم ..تبسة / الجزائر
"""""""""""""""
اقتصرت المرافق الاجتماعية العامة في القرية على ابتدائية فمصلى.. وقاعة علاج ومدخل معبٌدٍ.
واغتبط السكان واستبشروا خيرا حين جاء شاب من المدينة وفتح صيدلية تعفيهم من التنقل اليومي للمدينة... لجلب الأدوية التي يدونها ذاك الطبيب الذي يهل مرتين في الأسبوع ...
ومع مناخ القرية الذي يقسو شتاء قرًّا ويشتد صيفا حرًّا .كثرت الأمراض كنزلات البرد وضربات الشمس خاصة لدى الأطفال الصغار .. رغم تلك الطبيعة الآسرة الغنّاء .
بدا ذاك الشاب أنيقا محترمًا تجلّى ذلك في نظافة المحل ومظهره وتعامله مع أفراد القرية خاصة كّهولها وشيوخها ...
اِختار مكانا لائقا لمشروعه بعد تخرجه .توسط فيه القرية محاذاة مع مقهى صغير لا يزال يستعمل معدات تقليدية ولا يتسع لأكثر من جمع الكفين..
كان الشاب يقصد القرية صباح كل يوم مستقلاً حافلة تطوي الطريق الوطني المقابل لمدخلها...
وفي همة ونشاط كان يفتح صيدليته مبادرا بتنظيفها حتى غدا قدوة لغيره من تجار القرية على قِلّتهم ..ويغادر في المساء في آخر حافلة تقصد المدينة من المدن المجاورة ...
وكان في بعض الأحيان يستقل حافلة النقل المدرسي …فقد بات محبوبًا مبجّلاً من معظم سكان القرية وفي كثير من المرات كان يستدعى ضيفا معززًا عند أحدهم لوجبة غذاء فاخرة ....
في محلّه لقي الكثير من شيوخ وعجائز وكهول القرية اِحترامَه وتواضعَه لهم .. حتى غدا مضرب المثل وحديث العام والخاص .
ظل الفتى على سجيته وخصاله تلك والكل يشيد به في جلساتهم عصرًا قرب سور المصلّى أو عند حائط المدرسة ترقبا لخروج فلذات الأكباد ...وحتى في حلقات ألعاب الموروث الشعبي لديهم .....
مرت أشهر هادئة على القرية تكاد الحركة تنعدم فيها صباحا فالطفل في مدرسته والشاب خارج القرية في ثانوية أو متوسطة أو في عمل ما بالمدينة . ..
أما الآباء فيتوزعون في الحقول يتابعون قطعانهم في الحقول ...وأما النسوة ففي شغلهن ما يرهق الأبدان ويجهد العقول ..
لاحظ أحد الكهول تغيرا طفيفا طرأ على ذاك الشاب.. إذ بدأ يجالس بعض الشبان ويتغيب أحيانا عن مواعيده التي كانت مضبوطة فيما مضى ..وبالمقابل أصبح يطيل السهر في ذلك المقهى مع ثلة من الفتيان لم يتعودوا على هذا الأمر ومنهم نجله المقدم على اجتياز ( امتحان الباكالويا)..
ومما زاد من شكوكه في ذاك الشاب هي تلك الجلبة التي يحدثها ليلا بعض شباب القرية على غير عادتهم إذ أصبحوا يتشاجرون بعد كل سمرٍ ...وقد كثر تردد مجموعة منهم على الصيدلية في أوقات متفاوتة من النهار وقِطع.ٍ من أدبار الليالي وهم في كامل لياقتهم وموفور صحتهم ...مما أثار حفيظته ومكمنَ الرّيبة في نفسه .
فكلّما قصد المحل بوصفة طبية رأى ما يريبه من تلك الفئة العمرية في جوار أو مدخل تلك الصيدلية ..ومما زاد في شكه وأصبح الأمر يقينا أن ذاك الشاب قد صار يستقل سيارة فارهة في غضون أشهر ....
وكان هذا الغريب قد غير أسلوب تعامله مع كبار القرية من الوقار والاحترام إلى الازدراء والإهمال ..ثمة حدث الرجل بعض جلسائه في أمر الصيدلي الدخيل عن القرية ..فوجد إجماعًا على سداد رأيه وصوابه وأن كل واحد منهم قد لاحظ تغيرا كبيرا في سلوك أبنائه وأنهم أصبحوا يكثرون من مطالبهم خارج مستلزمات الدراسة وأعبائها ...وخاصة أولئك المترددين عن الصيدلية تباعا ....
دق الكهل ناقوس الخطر المحدق بالقرية برمتها واتصل بفرقة الدرك المتواجدة بالمدينة لٍيُطلع قائدها عما بات يشوب سكينة أهلها ويقلق راحتهم...
كان قائد الفرقة ذكيا فطنا لم يثر إثرها جلبة ولا فوضى تذكر ..بل نصب كمينا لذاك النشاط المريب وأثبت بالجرم المشهود وبالحجة الدامغة تورط الصيدلي الشاب في بيع وترويج حبوب مهلوسة لتلك الثلة من الشباب الذين أُنقذوا في الرمق الأخير ...
تم غلق وتشميع الصيدلية واقتيد صاحبها إلى التحقيق رفقة من بلغ سن الرشد ...أما القُصّر فقد أخلي سبيلهم بضمانات من أوليائهم ...
تنفس جميع من في القرية الصّعداء ورضوا بمشقة السفر إلى المدينة ...بدلا من ضياع أبنائهم في مثل هذه المحنة والمصيبة المشينة....
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
مقدير إبراهيم ..تبسة / الجزائر
مواضيع مماثلة
» الورشة (إبراهيم مقدير)
» طعم الوطن (إبراهيم مقدير)
» زفرات (إبراهيم مقدير)
» زفرات (إبراهيم مقدير)
» في محطة المسافرين (إبراهيم مقدير)
» طعم الوطن (إبراهيم مقدير)
» زفرات (إبراهيم مقدير)
» زفرات (إبراهيم مقدير)
» في محطة المسافرين (إبراهيم مقدير)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد فبراير 12, 2023 8:36 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» موضوع المبادرة ( جدارية الألم والأمل)
الأحد فبراير 12, 2023 8:34 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» سجل أيها الأدب (رسالة إلى وزير العدل)
الثلاثاء سبتمبر 27, 2022 1:34 pm من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعرة سعاد كاشا (المشاركة 26)
الأحد سبتمبر 18, 2022 7:46 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعرة أميرة دبل (المشاركة 25)
الخميس سبتمبر 15, 2022 10:00 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعرة خديجة حسين تلي (المشاركة 24)
السبت أغسطس 27, 2022 10:28 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعر عامر غلاب ( المشاركة 23)
السبت أغسطس 27, 2022 10:26 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعر سالم قوادرية العامري ( المشاركة 22)
الجمعة أغسطس 26, 2022 3:54 pm من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة
» الشاعر محمد مهيلة (المشاركة 21)
الجمعة أغسطس 26, 2022 12:16 am من طرف محبو الشاعر فريد مرازقة