قصة للأطفال - يوم الجوع ( حركاتي لعمامرة)

قصة للاطفال يوم الجوع

قرر بكار ان يصوم هذا العام لأنه أحسً بأنه أصبح رجلا بالغا وبمقدوره ان يتخلى عن الطعام والشراب ...
في البداية كان اليوم عاديا ،لكن ما إن إنتصف النهار وذهب مع والده لصلاة الظهر بدأ يحس بالجوع يلدغ أمعاءه وهو الصبور الصابر وبدأ وجهه في الشحوب وكان كلما شم رائحة طعام إلا وإشتهاه .
كانت الأم تلاحظ مايحدث له فعرضت عليه الإفطار لصغر سنه ولكنه أبى ورفض وما كان عليه إلا إتمام الصوم رغم حرارة الجو ،وعند وقت الإفطار حمد الله كثيرا على سلامته وشكر اللًه على نعمه التي وهبها له ،وبعد الإفطار بقليل عادت له عافيته فقال لوالديه : اليوم فقط أدركت نعمة الغذاء التي رزقنا الله بها
وأدركت فائدة الصوم ،حتى نحس بأولئك الفقراء الذين حرموا من نعمة الغذاء فهم لايكادون الحصول عليه إلا بعد جهد جهيد ،فلو تذكرنا هؤلاء سائر السنة مابقي جائع واحد على وجه الأرض ،بينما نشاهد هذه النعم والخيرات ترمى كل يوم في حاويات الفضلات .
يجب علينا ان نقدر قيمة الغذاء فليس من حقنا وحدنا ان ننفرد به ونرمي بالباقي فهناك مخلوقات في امس الحاجة إليه ...
وادرك من حينها بكار أن كل عبادة فرضها الله علينا هي نعمة على عباده لايدرك قيمتها إلا من تذوق حلاوة العبادة وتأمل في قيمتها والهدف منها
فالحمد لله الذي جعلني أدرك قيمة الغذاء بعد الجوع ونعمة الماء بعد العطش فالضد بالضد يعرف ..
فتذكروا إخوانكم الفقراء الذين ليس لهم مايأكلون ومايشربون
فإنما خلقنا في كوكب واحد لنعيش جميعا سعداء.
الكاتب حركاتي لعمامرة
7 ماي 2019 بسكرة / الجزائر