أعدها للشاعر فريد مرازقة

راسلني، ساجلني (و رغم مستواه المتكركر لم أرد إحباطه) ثم أراد أن يطبع لي بشروطه و الأدهى أنه يحسب نفسه أمبراطور النشر في الوطن العربي.
و المشكلة أنه حين رفضت شتمني و سبني.
هذا ردك و أمثالك أيها المتعجرف.
فهمت الآن لماذا لم يتطور الشعر و بقي مدفونا بينما يتشاعر البعض و يحظون بالنجومية:

أعِدها... تَرَ الهوجاءَ

صَبِرْتُ عَلَى جَهلٍ وَ مَا الفحْلُ يَجْهَلُ
فَحُرٌّ إذَا عَادَاهُ بَغْلٌ سَيَخْجَلُ

نِقَاشُ الخَوَا أَضْحَى بُرُوزًا وَ رِفْعَةً
وَ يَحظَى بِأَضْوَاءٍ خَسِيسٌ، مُغَفَّلُ

نُرِيدُ انتِصَارَ الشِّعْرِ وَ الكُلُّ طَامِعٌ
وَ يُبْدِي انتِصَارَاتٍ جَهُولٌ يُجَلْجِلُ

يَرَى الشِّعْرَ أَوْرَاقًا وَ مَالًا بِجَيْبِهِ
وَ يَنسَى بِأَنَّ الشِّعْرَ نَارٌ وَ مِرْجَلُ

مَتَى قَدْ رَأَيْتَ الشِّعْرَ حَرْفًا مُدَوَّنًا؟!
أَلَيْسَ القَرِيضُ الحَقُّ قَوْلًا وَ يُنْقَلُ؟

أَتَأْتِي بَنِي (قَيْسٍ) بِقَوْلٍ مَفَادُهُ
أَنِ اِنِّي سَأُبْدِيكُمْ رِجَالًا، تَعَقَّلُوا !!!!

رِجَالٌ ! وَ ذَا البُرْهَانُ يَا عَيْنَ أُمِّهِ:
هِلَالٌ لَنَا يَبْكِي وَ نَجْمٌ يُهَلِّلُ

تَرَانَا بِذِي الصَّحْرَاءِ وَ السَّيْفُ صَاحِبٌ
وَ فِي اللَّيْلِ تَهْوَانَا خِيَامٌ وَ أَجْبُلُ

نَهُزُّ الدُّنَى لَحْنًا بِوَزْنٍ مُدَقَّقٍ
وَ إنَّا لِأجْلِ اللَّحْنِ كَالنَّجْمِ نَأفلُ

أُصُولٌ لَكَ التَّارِيخُ يُبْدِي جُذُورَهَا
فَفَرْعِي شَدِيدُ الطُّولِ وَ الجِذْرُ أَطْوَلُ

أَلَا إنَّ لِي الأَوْزَانُ مَدَّتْ ذِرَاعَهَا
وَ يَشْهَدُ لِي فِي الشِّعْرِ قَيْسٌ وَ أَخْطَلُ

عَشِقْتُ الصَّدَى مُذْ كُنْتُ فِي المَهْدِ شَادِيًا
وُجُودِي بِذِي الأوْزَانِ كَالشِّعْرِ يَكْمُلُ

وَ لَسْتُ إذَا أَلْقَيْتُ طَلَّابَ شُهْرَةٍ
فَحَرْفِي وَ رَغْمَ الأَنْفِ يَا مَسْخُ مَنْهَلُ

لِيَأتِي حَبِيبُ الظِّلِّ للشَّمْسِ قَائِلًا:
بِنُورِي سَأُبْدِيكُمْ لِنَعْلِي تَذَلَّلُوا

كَلَامِي أَيَا مَنْ قُلْتَ سُوءًا مُنَمَّقٌ
وَ إنِّي إذَا بَادَرْتَ بِالسُوءِ حَنظَلُ

أَكُنْتَ تَظُنُّ الحُرَّ بِالغَيْمِ يُشْتَرَى؟
تَرَيَّثْ فَإنَّ الفَحْلَ إنْ هَاجَ يَثْمَلُ

تَرَكْتُ الهِجَاءَ المُرَّ مُذْ صِرْتُ شَاعِرًا
وَ لَكِنَّ رَأَسَ الكَلْبِ لَا (البَوْسَ) يَقْبَلُ

أَعِدْهَا! تَرَ الهَوْجَاءَ وَ الرُّمْحَ طَائِرًا
وَ ثِقْ! فِي كَلَامِي لَسْتُ مَا هِجْتَ أَذْبلُ.
.
.
فريد مرازقة - 04 مارس 2019