إلى صاحبة النظارة السوداء (الحضري الحمودي)

إلى صاحبةِ النَّظّارةِ السّوْداءِ

اِنْزَعِي نَظّارَةً كمْ أرْهَقَتْنِي
واتْرُكِينَا في الهَوَى عيْنًا لعَيْنِ

لسْتُ أنْفِي أنَّها زادَتْكِ حُسْنًا
غَيْرَ أنَّ الأَصْلَ حِكْرًا قَدْ فتَنِّي

كَيْفَ تُخْفِينَ الذي أهْدَاكِ رَبِّي ؟
عْيْنُكِ الحوْرَاءُ لَمْ تُخْلَقْ لِسِجْنِ

يا غَزَالًا قَدْ حوَى حُسْنًا وسِحْرًا
لا تُغَطِّي بؤْبُؤَ الإلْهَامِ عنِّي

إِنْ خشِيتِ الشَّمْسَ فهْيَ الآنَ ترْنُو
للْمُحَيَّا في شُعُورٍ بالتَّدَنِّي

قَدْ أُصيبَتْ غيْرَةً مِنْ غيْرِ شَكّ
كيْفَ لاَ والوَجْهُ نُورًا كاللُّجَيْنِ

إِنْ خَشيتِ الرِّيحَ فالأنْسامُ رَقَّتْ
تسْتَقي مِنْ عِطْرِكِ المُنْشِي بِحضْنِ

لسْتُ إِلَّا شاعِرًا يهْوَاكِ يَرْجُو
أَنْ يرَي عيْنيْكِ ،لا تُبْدي التَّجَنِّي

قَدْ نوَى الإِبْحَارَ في عيْنَيْكِ حُبًّا
فانْزَعِي نَظَّارَتَيْكِ الآنَ ،مُنِّي

ما بِهَا عيْبٌ لِتُخْفِيها لِأَبْقَى
مُدْنَفًا والطِّبُّ قابَ القَوْسِ مِنِّي

إنَّ حُسْنَ الغِيدِ مرْفوقٌ برِفْقٍ
ليْتَ مِنْكِ العطْفُ أوْحَى أَنْ تَحِنِّي

إنَّ جِنَّ الشِّعْرِ عشَّاقٌ لِكُحْلٍ
بيْنَ أهْدابٍ سَبَيْنَ اللُّبَّ مِنِّي

فامْنَحِيني فرْصَةً تُحْيِي رَمِيمًا
مِنْ قَريضِي عنْدها يرْتاحُ ظَنِّي

سابِحًا حقّّا بيَمِّ السِّحْرِ يجْنِي
منْتَهى الإبْداعِ في التّوْصيفِ جِنِّي

رُبَّ عَيْنٍ حُلْوَةٍ لمّا يَرَاها
عاشِقٌ يَرْتاحُ خَيْرٌ مِنْ تَمَنِّ

الحضري المحمودي ٢٠١٩/١/٨