أنور زير (أخرج من ذاكرتي)

..أخرج من ذاكرتي..
... ...

أنا الذي خلعت معطف القيود
لونه الأسمر على جلد الروح

أنا الذي صنعت من نافذة سجني المقفل
عالمي المفتوح
صحفه أرض فوق راحة يدي الرقيقتين

على باب الحنين المقدس رسمت شعار
بتربة الحرية الخالصة
صافية من حشرات صدام اليأس المتعلق

بمطرقة الزمن العاتي
أكسر حجر الحياة القاسي

أبرئ سنارة صيدي المهترئة
أعتزل ماء الماضي العكر
حيتان مهاجرة
بين زلال أمواجه المتبقي

ذكرى الأحلام المترسبة
يتجرد النسيم من قميص الفصل المرتحل

تقف أشجار الزيتون منحنية
مشكاة مرتعشة
تواجه مصيرها المحتم

صمتها العذري يختبئ
بين أحشاء الأفكار الشائكة

وأنا في معبد الطموح الهائج
أتلقى صفعات الأجراس المطنطنة

حتى تغوص الأجفان في عشق مصابيح البرتقالية
رؤوس الأمل المجتثة
تصلب على جذوع الصباح المتعاقب

تعاكسها الشمس فتضيئ
لتتفتح مقلتي الحاضر النعسان
تلك الأهداف ترسم

على جدران التأمل المخربش
تفقد شكلها فتنحرف
وأحيانا تصيب فتدر مرآة ضبابية

وجه الزمان الآخر
تتجمع المشاعر على قرن العيش المزعوم
قبل أن يتمخض الثور غضبه
فترجع نطيحة الجرح المتفتق

يصنع من اللحظة غمامة
لتتناثر حبات الأحاسيس المضطربة

فتلوث شراب الطلع المنضود
ليلقي قلبي شموع الراحة

فتذوب على ثقب البقعة المتوسع
يسد ثغر الظلمة المخيفة
وينتج القلم من خصلة المشاعر الرطبة

صرح شعري
ممرد بورد القمر البازغ في منتصف مستقبلي

ويغمغم على لحني الضاد
فأذا أعطى
سخي البوح المزين

ينشطر رغيف العيش العتيق
فتحتل حروف ورق هذا العالم
تخيط بنفدة العنفوان المزمن

وأترجى الصقر أن يحلق بي
في سماء الخيال المخملي

أتقلد نجما ساطع
ولا يخون الوجهة

فيعود بي
إلى حاضر داخل ذاكرتي...
''أنور زير''