فلنغنم (الحضري محمودي)

فلْنغْنمْ بَقيّةَ الأَعْمارِ

لَيْتَ الحُبَّ يلْتَقِي التَّحْقيقَ لِمَأْرَبِ
فالأيام نحَتْ بِنَا كالشَّمْسِ لِمَغْرَبِ

والدُّنْيا تُدمِّرُ الأَجْيالَ مُمِيتَةً
قدْ لايلْتقِي العَطاشَى قَطُّ بِمَشْرَبِ

فلْتجْفِي جَفاءَكِ القَتَّالَ حَبِيبَتِي
ولْتنْسَيْ وَسَاوِسَ الشَّيْطانِ لِتَقْرَبِي

لنْ يبْقَى شَبابُنا دوْمًا بتألّقٍ
فلْنغْنَمْ بَقِيَّةَ الأعْمارِ ونزْرَبِ

إنِّي كاليَتِيمِ لا حِضْنٌ يدفِّئُهُ
ما لي غيْرُ صدْرِكِ المأمولِ لِمَهْرَبِي

ما مِنْ بلْسَمٍ يُدَاوِينِي بِنَجاعةٍ
إلاَّ الوَصْلَ ،أرْتجي أَلَّا تَتهَرَّبِي

عُمْري في البِعادِ سجْنٌ دونَ مُحرِّرٍ
هيّا لِلْوِصالِ فالهِجْرانُ أضَرَّ بِي

واللهِ، لقَدْ عتَا جُرْحِي لِبِعادِنا
كالطِّفْلِ بِحالة ِالملْدوغِ بعقْرَبِ

هيّا أسْرِعِي بإنْقَاذي لِأَرَى الهَوَى
فيّاضًا كنبْعِ ماءٍ عِنْدَ تسرُّبِ

رقْراقًا يَليقُ بالعُشّاقِ شرابُهُ
يُحْيِي العُنْفُوانَ رغْمَ الشّيْبِ فتَطْرَبِي

إنَّ الحبَّ بِلَا وِصالٍ مثْلُ حديقةٍ
ضاعتْ بِجفافِها لَمْ تُقْصَدْ بِمَسْرَبِ

الحضري المحمودي 2018 /10/15
ملاحظة:هذه القصيدة على أوزان بحر الحلم وتفعيلاته
مفعالنْ فعولتن مفْعالن فعولتن مفعالن فعولتن منعاني فعولتن
ومن الجوازات ان تصبح مفعالن مفْعالُ وهذا. ما اعتمدته