أدرت للعالم ظهري ( للكاتبة فاطمة الزهراء بلقاسم)

أَدَرْتُ للعَالمِ ظَهْرِي ومَشيْتْ ، لا أَذْكُرُ أنَّ لي وُجْهَةً مُعَيَّنَة ولَا أَذْكُرُ أصْلاً أنَّنِي كُنتُ مُبْصِرَة....اسْوِدَادٌ اتَّسَعَ بأَحْدَاقِي ليُحِيلَ كلَّ المُحِيطِ إلَى سَرَادِيبِ العَتْمَة ؛ أذْكُرُ فقَطْ بعْضَ الهَمْهَمَاتِ المُوَاسِيَاتِ المُطَبْطِبَاتِ على سُوَيْدَاءِ قَلْبِي ، لكِنَّنِي لا أُنْكِر كَمَّ تَرْبِيتَاتِهِمْ - بمَا لمْ أعِ ولمْ أَفقَْهْ - .....وهِيَ تُلَوِّحُ مُغْرَوْرَقَةً لثَآلِيلِ رُوحِي.....
طُمِسَتْ تَهْجِينَاتِي المُعْتَادَةُ لمَلاَمِحِي ،و لمْ أعُدْ قَادِرَةً علَى إِظْهَارِ غيْرِ مَلَامِحِي الحَقَّة ؛ ابتَعَدْتُ كثِيرًا وكَثِيرًا وربَّمَا أمْيَالًا في ذَاكِرَتِي وأنَا أَرْتَكِزُ علَى عُكَّازَاتٍ اصْطَنَعَتْهَا سَاقَايَ المُدْمَيَتَانِ بينَ الرَّوَاحِ والمَجِيء فِي مَشَقَّاتِ مَطَبَّاتِ الطَّرِيقْ..... كانَتْ نَظَرَاتُهُمْ قَاتِلَة تَحْوِي العَدِيدَ من الكَلَامِ اللَّامُبَاحِ لمَسْمَعِي ، ولهذَا آثَرْتْ أَعْيُنُهُمْ الصَّمْتَ أمَامَ ضَرِيرَةٍ أمَامَهُم....الْتَجَأْتُ إلى أقْرَبِ مرْآةٍ حَانَة ، تَحَسَّسْتُ كمَّ التَّجَاعِيدِ التِّي أنْبَتَتْهَا خُصْلَاتُ مَشِيبٍ قبلَ المَشِيبْ ، وبِصُعُوبَةٍ أبْصَرْتُ أَرَاذِلَ العُمْرِ الذِّي آلَتْهُ قَامَتِي ، أحْسَسْتُ بِحرارَةٍ تَزدَادُ علَى مُحَيَّايْ ...أعَدْتُ لبَصَرِي بَصِيرَتَهُ و ضَرَرَهْ ...غَلقْتُ أقْفَالَ مُقَلِي ....أكْمَلْتُ المَسِيرْ ...وترَكْتُ لآثَارِ الدَّمعِ الحَقَّ في الأَطْلاَلْ........‎
#Fatma_Zahra