أطفال المدارس ( حركاتي لعمامرة)

اطفال المدارس

لولا انهم احبابي ماكتبت عنهم كلمة واحدة إنهم احبابي الصغار تلاميذ المدارس احباب الرحمن ..فلذات اكبادنأ كل يوم يتحملون معاناة التنقل الى مدارسهم منهم من يقطع عشرات الكيلومترات..ومنهم من ياتي وهويرتعش من البرد..ومنهم ومنهم....
عندما خرجت من قطاع التربية وتقاعدت تقاعدا مسبقا عن خمسين سنة قضيت منها سنوات شبابي في رسالة التربية
انا لا انتبه الى نفسي حتى تجدني محاطا بكوكبة من التلاميذ يلقون علي التحية فاصافحهم وامسح على رؤوسهم حتى تلاميذ زملائي ..
اما عندما تقاعدت اصبحت التقي بهم في غدوهم ورواحهم إلى مؤسساتهم ...يلقون علي التحية ويتاسفون لانني غادرت المؤسسة باكرا فاقول لهم هذا الدنيا يا ابنائي ..ولكنهم يبدون تأسفا كبيرا....
بالامس وجدت احدهم وهوغارق في دموعه وعندما اقتربت منه كفكف دموعه ليخفيها الا ان عبراته فضحته حاول اخفاءها بإبتسامة مصطنعة لكن هيهات فقلت له مايبكيك ؟فقال :والله ياشيخ لا اخفيك كنت ابونا في القسم لم نشعر باننا ايتام ، ولكن عندما إفتقدناك ياسيدي اصبحنا ايتاما مرتين....غلبتني عبراتي حقيقة وانا امام تلميذ تخلى عنه والده ثم والدته لتتركه يكابد صعوبات الحياة بمفرده الا انه وجد نوعا من الرعاية والابوة عندما تتلمذ عندي كان جميع التلاميذ يشعرون انهم ابنائي حتى ان بعضهم بدل ان يقول لي معلمي يقول:أبي!!!
حقيقة انا كنت اشعر بأ بوتي لهم ولكن لدي مسؤوليات نحو اسرتي..؟
في هذا اليوم احسست اني اجرمت في حقه ولكن ماباليد حيلة ..اكتشفت حينها انه ازداد وعيا ولم يجرفه التيار لينحرف واصبحت افكاره واسعة ورايه ناضجا....فقد قال لي ان قد نسيت امي وابي اللذان تخليا عني وانا طري فإنني لن أنساك سيدي وانت الذي غمرتني بعطفك وانا طري صغيروانت الذي كفكفت دمعي واطعمتني وانا جائع لن انساك ياسيدي حتى وإن نساك الجميع ...فقررت ان لا انسى هذا الفتى ما دام متعلقابي هو لايطلب اكلا اولباسا اوكراريس ...فالاسرة التي تكفلت به تكفلت بمتطلباته وزيادة هو في حاجة لجرعة عاطفة وفقط ...فامنحوا اطفالكم جرعتهم حتى لا يلجؤوا اليها خارج بيتكم فيكون الذي لايحمد عقباه ...
الاطفال هم شباب المسثقبل وقادة الزمن القادم فاجعلوهم يقودوننا بأمان ....!!

حركاتي لعمامرة. الجزائر/ بسكرة 10 جوان 2018