قول متسول ( للشاعر فريد مرازقة)

بعد أن أمضى شبابه مع رفقاء السوء و بعد أن نهبوا كل ما يملك، صار متسولا يسأل الناس قوت يومه.
مر أحد رفاقه فسأله بعض المال ليقتات و يشتري خبزا، فرفض ...

فكتبت: ( قول متسول... )

وَ أنَا الَّذِي مَا كُنْتُ أَكْنِزُ مَالِيَا
وَ عَلَى المَوَائِدِ كُنْتُ أَصْرِفُ لَاهِيَا

قَدْ صِرْتُ أسْألُ مَنْ سُؤَالُهُ كَانَ لِي
هَذَا يُجِيبُ وَ ذَاكَ يُدْبِرُ مَاضِيَا

مَا كُنْتُ أَعْلَمُ أنَّ صَارِفَ دِرْهَمِي
يَنْسَى وَ يَرْفُضُ، ذَا الخَسِيسُ، سُؤَالِيَا

أَفَلَا تَذَكَّرُ؟ يَا رَفِيقُ ! لَقَدْ صَرَفْــ
ـتَ نُقُودَ صَحْبِكَ و انتَفَخْتَ مُبَاهِيَا؟!

يَا لَيْتَ عُمْرِيَ لِلْوَرَاءِ يَعُودُ كَيْ
أَنْأَى بِنَفْسِيَ عَنْ طَرِيقِكَ عَادِيَا

وَ اللَّهِ! إنَّكَ يَا بَخِيلُ مَنَعْتَنِي!
مَا كُنتُ أَطْلُبُ مِنْ جُيُوبِكَ مَالِيَا

بَلْ كُنْتُ أسْأَلُكَ: ( الصَّدَاقَةُ أَيْنَ هِيْ؟
كَيْفَ الصَّدَاقَةُ، قَدْ تُدَاسُ عَلَانِيَا؟

أَتَرَى عَذَابِيَ؟! إنَّ جَيْبِيَ مُفْلِسٌ
فَأَتَيْتُ أَسْأَلُ مَالَ رَبِّكَ سَاعِيَا

فَالجُوعُ أَهْلَكَ و الجَلِيدُ فِرَاشُنَا
قَدْ زَادَ ذَلِكَ مِن عَذَابِ عُضَالِيا

أَرَفَضْتَ؟! بَعْدَ أَنِ انتَفَعْتَ بِمَا لَنَا؟
تَذَرُ الرَّفِيقَ بِذَا العَذَابِ مُعَانِيَا

أَكْمِلْ طَرِيقَكَ! لَا أُرِيدُ دَرَاهِمًا
فَبِذِي الدَرَاهِمِ بِعْتُ قَلْبِيَ دَامِيَا
.
.
....مرازقة فريد / 26 مارس 2018