مولد النور (رشيد بوكراع)

(مولــــــــدُ النّــــــور)

تكشّـــف النُّــــور في الآفـاق جلاّهــا

في ليْلـــةٍ رفْـرفـتْ حــمْدًا جناحـاها

باسْمِ الولــيدِ الذي جاء الدُّنى أمــلاً

في موْكــبٍ منْ سُـرورٍ بات يغْشاها

هذا الذي علّــــم الدُّنيــــا جوامــعهُ

وراح يعْـــدلُ حيْـف النفْـسِ لـوْلاها

منْ مُبــلّـغُ الحُورِ أنّ الحُـبّ مهْلـكـةٌ

إذا تشـــرّب قلْــبٌ منْ سـوى طــــه

هو الحـبيب الذي أسْـبى الإلـــهُ بــهِ

فالعشْـــقُ مرْتبةٌ و الهيــــم أعْــلاها

و حُـبّــهُ وصْفـــةٌ للـــخلْق مُجْــديةٌ

و ذكْــــرهُ لقـلوبٍ محْــضُ سـلْـواها

و مـــنْ تغـــرّب تيــــهً عنْ مـــحبتهِ

فــذاك في عتْمــةِ العُمْـيان أشْـقـاها

هــذا الذي فاق أرْقـى الأنْبـيــاء منا

زِلاً و أمْطــر في الأجـــْداثِ أحْـياها

ساس الخـــلائـق عدْلاً عنْـد هجْـرتهِ

أعاد للنــاس روحًا ضــاع معْـــنــاها

كمْ صــاغ أفْئــــدةً بالـحُـبِّ روّضـها

في باقـــةٍ منْ عُهـــودٍ ظـلّ يرْعـاها

هذا الأُمُــيُّ الذي زان المعـارف أخْـ

لاقًا وأخــرج خيْـر النــاس أنْـــداهـا

لهُ خِـــلالٌ تـــرشُّ المسْـــك أوْديــةً

كالـرّيح مُرْسـلةً في خــير مسْــعاها

قدْ قلّــد النّفْـــس منْ أخْــلاقهِ حُلـلاً

إبْليــسُ منْ قبْــلُ بالتُّــفاحِ أغْــواهـا

هذا الذي ظــلّ قُـــــرْآنًا و مــــدْرسةً

يهْدي إلى النُّور روحًا طال ممْــساها

محـــمّدٌ جوْهــرُ الدُّنيــا و سيّــــدُها

علــى محبّــــتهِ إيـــــقاعُ ممْــــشاها

شمْسٌ إذا طلعتْ في القلبْ مـشْرقُها

فيسْــــــتضاءُ بــها للّــــه مجْـــــراها

(رشيــــــــــــد بوكـــــــــــراع)