قصيدة ناكثة الوعد للشاعر فريد مرازقة ( مجازر 08 ماي 1945)

جَزَائِرُ خَابَتْ فَرَنْسَا اللَّعُوبْ
وَ صَارَتْ بُعَيْدَ الوُعُودِ كَذُوبْ
أَسَالَتْ دُمُوعَ النِّسَاءِ سُيُولًا
فَذُلَّتْ بِهَا وَ ازْدَرَتْهَا الشُّعُوبْ
بِحَقِّ المُسَاوَاةِ نَادَتْ وَ قَامَتْ
بِطَلْقِ الرَّصَاصِ تَسُدُّ الدُّرُوبْ
وَ "مَايُو" شَهِيدٌ عَلَى جُرْمِهَا إذْ
سَقَتْ بِالدِّمَاءِ طَرِيقَ الهُرُوبْ
تَظَاهَرَ كُلُّ الشَّبَابِ بِحُبٍّ
شِعَارُهُمُ أَنْ "رَبِحْنَا الحُرُوبْ
فَهَاتِي هِلَالًا يُقَبِّلُ نَجْمًا
فَمِنْ بَأْسِنَا كُلُّ صَخْرٍ يَذُوبْ
وَعَدْتِ فَهَلَّا احْتَرَمْتِ الوُعُودَ
لِيُصْبِحَ فَجْرُ الفَلَاحِ قَرِيبْ"
وَ كَيْفَ يَفِي بالوُعُودِ لَئِيمٌ
يَرَى فِي ارْتِقَاءِ الشُّعُوبِ ذُنُوبْ
سَنَذْكُرُ يَوْمَ نَكَثْتِ عُهُودًا
فَرَنْسَا وَ يَبْقَى الشَّهِيدُ مَهِيبْ
وَ نَذْكُرُ فِي كُلِّ يَوْمٍ رِجَالًا
أَرَوْكِ انكسَارًا بِفَخْرٍ عَجِيبْ
سَتَسْرِي دِمَاءُ الأَشَاوِسِ فِينَا
لِأَنَّا الشُّروقُ بِوَجْهِ المَغِيبْ
وَ تبقَى الجَزَائِرُ أَرْضَ اعتِزَازٍ
شَمَالًا و شَرْقًا وَ غَرْبًا، جَنُوبْ

___________________________
فريد مرازقة القيسي
03 ماي 2020